المربون الكويتيون يصرخون: أسعار الأعلاف نار تكوينا
وقف دعمها أجّج المشكلة..و«الزراعة» تعد بعودته قريبا
المربون الكويتيون يصرخون: أسعار الأعلاف نار تكوينا
إعداد: د.عدنان محرز
عن جريدة القبس
لا تزال مشكلة وقف الدعم عن الأعلاف وبالتالي ارتفاع أسعارها بشكل كبير تلقي بظلالها على المربين وتنبئ بتداعيات وآثار سلبية على صعيد المربين من جهة والثروة الحيوانية من جهة أخرى، فالمربون الذين يناهز عددهم ما يقرب من 15 ألف بحسب إحصاءات الهيئة العامة للزراعة يشكلون شريحة لا يستهان بها، وتعتبر من الشرائح المنتجة حسب المفهوم الاقتصادي. لكنها لم تنل حقها من الدعم والاهتمام كما لم تنصفها الطبيعة في توفير المراعي والكلأ بسبب شح الأمطار وندرتها، ووجدت نفسها فجأة بين المطرقة والسندان، مطرقة عدم توافر الأعلاف وارتفاع أسعارها، وسندان الكف عن ممارسة هذا العمل وتربية الماشية، مما حدا بها الى اختيار أهون الشرَّين وهو هجرة البلاد إلى المملكة العربية السعودية، فهاجر من هاجر مع قطعانه ولم يبق في البلاد إلا القليل ممن ظلوا يبثون شكاواهم وينشر مطالباته عبر الطرق والوسائل المختلفة ومن ضمنها وسائل الإعلام، أما الجهة المسؤولة عن الثروة الحيوانية في البلاد فوجدت نفسها أيضاً حائرة بين نفاد المبلغ المخصص لدعم الأعلاف والبالغ 32 مليوناً، وبين مطالبات ومعاناة المربين، ولم تجد أمامها سوى الترقب بانتظار الفرج والموافقات الحكومية على اعتماد مبالغ جديدة لدعم الأعلاف لتوزيعها على المربين.
«القبس» تابعت تفاصيل المشكلة والتقت عدداً من المربين واستطلعت آراءهم كما التقت المسؤول عن دعم الأعلاف في هيئة الزراعة حول هذه المشكلة.
يرى المربي براك صالح البغيلي ان حل مشكلة الأعلاف يكمن في توزيع أراض على المربين لزراعتها بالأعلاف، معتبراً نجاح تجربته في زراعة الأعلاف الخضراء في العبدلي مثالاً طيباً، وقال لـ «القبس» انه يقوم بزراعة كامل مزرعته بالأعلاف الخضراء ويحقق منها اكتفاء ذاتياً لماشيته ويبيع الفائض منها للمربين المحتاجين، وأوضح ان توفير المياه يسهم في إنجاح زراعة الأعلاف وان الماء أصبح متوافراً أخيراً في العبدلي بفضل المياه المعالجة إضافة إلى المياه الجوفية، وطالب في الوقت نفسه بإعادة تقديم الدعم للأعلاف لأن المربي على وضعه الحالي لا يستطيع الاستمرار في تربية الماشية في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف من جهة وعدم توافرها من جهة أخرى.
هجر البلاد
بدوره قال المربي زياد عبد الرحمن العازمي إن آلاف المربين هجروا البلاد إلى الدول المجاورة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ورفع الدعم عنها، مطالبا بإعادة الدعم فوراً لتشجيع المربين على الاستمرار في العمل وتمهيد الطريق أمام الذين هاجروا للعودة مع قطعانهم إلى البلاد، ليستفيد أبناء الكويت من منتجات هذه القطعان ولحومها وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات المميزة، وطالب أيضاً بفصل قطاع الثروة الحيوانية عن هيئة الزراعة وإيجاد هيئة رسمية منفصلة خاصة بالثروة الحيوانية والدواجن، لافتاً إلى اتساع هذا القطاع بشكل كبير وزيادة عدد المربين بشكل لافت.
أين مبلغ الدعم؟
من جانبه تساءل المربي مطلق الخميلي عن المبالغ المخصصة لدعم المربين وقد وصلت في الآونة الأخيرة إلى 32 مليون دينار، وأبدى استغرابه من نفاد هذا المبلغ بسرعة، وتساءل: لماذا لا تتم المطالبة بمبالغ جديدة لدعم الثروة الحيوانية بدلاً من تركها بلا دعم وترك المربين يتحملون النفقات والمصاعب في سبيل ذلك، ودعا إلى إعادة الدعم وتخفيض أسعار الأعلاف، مشيراً إلى ان زراعة الأعلاف مكلفة وتحتاج الكثير من الماء والجهد والوقت، لكن ذلك ممكن إذا اضطر المربي للاعتماد على نفسه في إنتاج أعلاف ماشيته، مقترحاً توزيع أراض على المربين لهذا الغرض.
من جهته طالب المربي باني سعد دخنان بفتح باب الاستيراد لمادة الأعلاف وعدم احتكارها، وضبط عمليات الغش في أوزان أكياس الأعلاف، ولفت إلى ان هجرة المربين وماشيتهم خارج البلاد تلحق خسارة كبيرة بالمربين وتحرم البلاد من المنتجات الحيوانية المحلية التي لا يضاهيها أي إنتاج مستورد سواء كان من اللحوم أو من منتجات الألبان، ورأى انه يجب ان يكون لدى الشركة المسؤولة عن توفير الأعلاف مخزون يكفي لمدة نصف عام على الأقل، وبيّن ان أسعار الأعلاف في العالم انخفضت، فلماذا لا يتم استيراد المزيد منها الآن وتوفيره للمربين؟
المربون الكويتيون يصرخون: أسعار الأعلاف نار تكوينا
إعداد: د.عدنان محرز
عن جريدة القبس
لا تزال مشكلة وقف الدعم عن الأعلاف وبالتالي ارتفاع أسعارها بشكل كبير تلقي بظلالها على المربين وتنبئ بتداعيات وآثار سلبية على صعيد المربين من جهة والثروة الحيوانية من جهة أخرى، فالمربون الذين يناهز عددهم ما يقرب من 15 ألف بحسب إحصاءات الهيئة العامة للزراعة يشكلون شريحة لا يستهان بها، وتعتبر من الشرائح المنتجة حسب المفهوم الاقتصادي. لكنها لم تنل حقها من الدعم والاهتمام كما لم تنصفها الطبيعة في توفير المراعي والكلأ بسبب شح الأمطار وندرتها، ووجدت نفسها فجأة بين المطرقة والسندان، مطرقة عدم توافر الأعلاف وارتفاع أسعارها، وسندان الكف عن ممارسة هذا العمل وتربية الماشية، مما حدا بها الى اختيار أهون الشرَّين وهو هجرة البلاد إلى المملكة العربية السعودية، فهاجر من هاجر مع قطعانه ولم يبق في البلاد إلا القليل ممن ظلوا يبثون شكاواهم وينشر مطالباته عبر الطرق والوسائل المختلفة ومن ضمنها وسائل الإعلام، أما الجهة المسؤولة عن الثروة الحيوانية في البلاد فوجدت نفسها أيضاً حائرة بين نفاد المبلغ المخصص لدعم الأعلاف والبالغ 32 مليوناً، وبين مطالبات ومعاناة المربين، ولم تجد أمامها سوى الترقب بانتظار الفرج والموافقات الحكومية على اعتماد مبالغ جديدة لدعم الأعلاف لتوزيعها على المربين.
«القبس» تابعت تفاصيل المشكلة والتقت عدداً من المربين واستطلعت آراءهم كما التقت المسؤول عن دعم الأعلاف في هيئة الزراعة حول هذه المشكلة.
يرى المربي براك صالح البغيلي ان حل مشكلة الأعلاف يكمن في توزيع أراض على المربين لزراعتها بالأعلاف، معتبراً نجاح تجربته في زراعة الأعلاف الخضراء في العبدلي مثالاً طيباً، وقال لـ «القبس» انه يقوم بزراعة كامل مزرعته بالأعلاف الخضراء ويحقق منها اكتفاء ذاتياً لماشيته ويبيع الفائض منها للمربين المحتاجين، وأوضح ان توفير المياه يسهم في إنجاح زراعة الأعلاف وان الماء أصبح متوافراً أخيراً في العبدلي بفضل المياه المعالجة إضافة إلى المياه الجوفية، وطالب في الوقت نفسه بإعادة تقديم الدعم للأعلاف لأن المربي على وضعه الحالي لا يستطيع الاستمرار في تربية الماشية في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف من جهة وعدم توافرها من جهة أخرى.
هجر البلاد
بدوره قال المربي زياد عبد الرحمن العازمي إن آلاف المربين هجروا البلاد إلى الدول المجاورة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ورفع الدعم عنها، مطالبا بإعادة الدعم فوراً لتشجيع المربين على الاستمرار في العمل وتمهيد الطريق أمام الذين هاجروا للعودة مع قطعانهم إلى البلاد، ليستفيد أبناء الكويت من منتجات هذه القطعان ولحومها وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات المميزة، وطالب أيضاً بفصل قطاع الثروة الحيوانية عن هيئة الزراعة وإيجاد هيئة رسمية منفصلة خاصة بالثروة الحيوانية والدواجن، لافتاً إلى اتساع هذا القطاع بشكل كبير وزيادة عدد المربين بشكل لافت.
أين مبلغ الدعم؟
من جانبه تساءل المربي مطلق الخميلي عن المبالغ المخصصة لدعم المربين وقد وصلت في الآونة الأخيرة إلى 32 مليون دينار، وأبدى استغرابه من نفاد هذا المبلغ بسرعة، وتساءل: لماذا لا تتم المطالبة بمبالغ جديدة لدعم الثروة الحيوانية بدلاً من تركها بلا دعم وترك المربين يتحملون النفقات والمصاعب في سبيل ذلك، ودعا إلى إعادة الدعم وتخفيض أسعار الأعلاف، مشيراً إلى ان زراعة الأعلاف مكلفة وتحتاج الكثير من الماء والجهد والوقت، لكن ذلك ممكن إذا اضطر المربي للاعتماد على نفسه في إنتاج أعلاف ماشيته، مقترحاً توزيع أراض على المربين لهذا الغرض.
من جهته طالب المربي باني سعد دخنان بفتح باب الاستيراد لمادة الأعلاف وعدم احتكارها، وضبط عمليات الغش في أوزان أكياس الأعلاف، ولفت إلى ان هجرة المربين وماشيتهم خارج البلاد تلحق خسارة كبيرة بالمربين وتحرم البلاد من المنتجات الحيوانية المحلية التي لا يضاهيها أي إنتاج مستورد سواء كان من اللحوم أو من منتجات الألبان، ورأى انه يجب ان يكون لدى الشركة المسؤولة عن توفير الأعلاف مخزون يكفي لمدة نصف عام على الأقل، وبيّن ان أسعار الأعلاف في العالم انخفضت، فلماذا لا يتم استيراد المزيد منها الآن وتوفيره للمربين؟